استكشاف أهرام "مروي" في السودان

استكشِف مدينة "مروي"، العاصمة الكوشية القديمة التي تضم أكثر من 200 هرم في وادي النيل بالسودان.

يمكنك أيضًا الاستماع إلى

المملكة الكوشية

استمرت الحضارة الكوشية في منطقة النوبة (منطقة قديمة تمتد أراضيها في السودان ومعظم أجزاء جنوب مصر) لأكثر من 3,000 عام.

امتدت المملكة الكوشية إلى أكثر من 1,500 كيلومتر على طول وادي نهر النيل، وحكمت مصر بين عامي 760 و656 قبل الميلاد. ويُعرف حكّامها من تلك الحقبة باسم "الفراعنة السود".

أصبحت مدينة "مروي" العاصمة الثالثة والأخيرة للمملكة الكوشية في عام 590 قبل الميلاد تقريبًا. وكانت هذه الفترة بداية العصر الذهبي لحضارة الكوشيين.

أهرام النوبة

تحتضن صحراء السودان اليوم آثارًا لأكثر من 200 هرم نوبي فريد، وهي تقف دليلاً حيًا على تاريخ الحضارة الكوشية العريقة.

استخدِم جهازك الجوّال لاستكشاف الهرم وأنت في مكانك من خلال تقنية الواقع المعزّز.

تجربة الواقع المعزّز غير متوفّرة على جهازك بعد.

تتوفّر هذه التقنية فقط باستخدام متصفّح Chrome على أجهزة Android المتوافقة.

امسَح رمز الاستجابة السريعة ضوئيًا باستخدام جهاز متوافق لبدء تجربة الواقع المعزّز.

استكشِف الهرم وأنت في مكانك باستخدام تقنية الواقع المعزّز.

يمكنك بدلاً من ذلك مواصلة التصفح.

حدث خطأ.

من المحتمل أنّك لم تمنح إذن الوصول إلى الكاميرا، أو قد يكون جهازك غير متوافق مع تقنية الواقع المعزّز. هذه التجربة مصمّمة لأجهزة Android الحديثة.

التصميم الفريد

التصميم الفريد

يتراوح ارتفاع أهرام النوبة من 6 إلى 30 مترًا، وهي تتميّز بقواعد صغيرة نسبيًا تمنحها هذا الشكل الشديد الانحدار.

يرجع تاريخ هذا الهرم إلى عهد الملك "أركماني الأول"، وهو من الأهرام التي لا تزال بنيتها سليمة حتى يومنا هذا.

تصميم شديد الانحدار

السبب في شدة انحدار هذه الأهرام هو استخدام "آلة الشادوف" في بنائها، وهي عبارة عن رافعة خشبية بسيطة تستند إلى القوة البدنية للعمّال وكانت توضع في الوسط ليتم بناء الهرم من حولها.

من شيّد هذه الأهرام؟

على غرار المصريين القدماء، صَمّم الكوشيون أهرامهم الخاصة وبنوها أثناء حياتهم استعدادًا لبدء رحلتهم إلى الحياة الآخرة عند مماتهم. ويُرجّح أنّ بناء الأهرام الأكبر حجمًا كان يستغرق أكثر من عام.

كيف تبدو هذه الأهرام من الداخل؟

على عكس أهرام الجيزة في مصر، لا تحتوي أهرام النوبة على حجرات دفن بداخلها، بل تغطّي هذه الطبقات الخارجية من الحجر الرملي أكوامًا من الركام والأوساخ فقط (وتم العثور في إحدى المرات على بقايا لآلة شادوف).

معبد لتقديم القرابين

عثر المستكشفون الأوائل هنا على قرابين تضم أقواسًا، وأحزمة خيول، وصناديق خشبية، وقطعًا فخارية، وسلعًا مستوردة إلى مدينة "مروي" من أراضٍ بعيدة مثل مصر وروما واليونان والهند والصين.

كان المعبد التابع للهرم الثاني عشر في المقبرة الشمالية مخصّصًا لملك مجهول الهوية.

توثيق للحياة على الأرض

يصوّر الجدار الجنوبي حياة الملك المدفون هنا. ويبدو أنّ المَشاهد الصغيرة أمامه تصوّر طقوسًا من الجنازة، حيث جرت العادة آنذاك على تقديم الماشية كقرابين.

... وفي الحياة الآخرة

يصوّر الجدار الشمالي مشهدًا للملك نفسه تحتضنه الإلهة "إيزيس"، حيث كان يُعتقد أنّها تساعد الموتى عند انتقالهم إلى الحياة الآخرة. لم يُدفن الملوك والملكات في هذا المعبد، بل هناك مدخل يؤدي إلى قبر صغير تحت الأرض...

القبر السفلي

تمتد سلالم أسفل الهرم تؤدي إلى مدخل القبر. ويكون عند المدخل عادةً حجرة أو حجرتان مُزخرفتان بشكلٍ دقيق، حيث كان الغرض منها الحفاظ على الروح الملكية في الحياة الآخرة.

هذا مثال توضيحي يستند إلى معلومات أثرية حقيقية من مدينة "مروي".

حجرة الانتظار

تحتوي الغرفة الأولى، أو حجرة الانتظار، على أعمدة تحمل نقوشًا باللغة الهيروغليفية ورسومات بألوان زاهية للآلهة، مثل "إيزيس" و"أوزوريس". فقد تداخلت حضارة الكوشيين والمصريين لآلاف السنين وكان لديهم العديد من الآلهة المشتركة.

حجرة الدفن

تتميّز الحجرة الثانية بزخارف مشابهة، ونجد في جدرانها فراغات كان على الأرجح يُوضع بداخلها التماثيل. كان يُدفن الملك أو الملكة في هذه الحجرة على سرير خشبي، ولكن لم تعثر أعمال التنقيب الحديثة على أي رُفات لهم حتى الآن.

هل تم تحنيط الجثامين الملكية؟

بما أنّه لم يتم العثور على بقايا للجثامين الملكية حتى الآن (من المُرجح أنّها سُرقت من قِبل لصوص المقابر قديمًا)، لا يمكننا أن نعرف بشكل مؤكّد ما إذا تم تحنيط الجثامين الملكية آنذاك. في المقابل، تم العثور على أدوات مستخدمة عادةً في عمليات التحنيط، مثل الأدوات الجراحية والبخور والزيوت الثمينة.

هنا دُفِن الملوك والملكات في الموت، ولكن ماذا عن قصصهم في الحياة؟

استكشاف المزيد

الملوك
والملكات

من ملوك تشابهت أسماؤهم واختلفت نظرتهم للحضارة الكوشية، إلى ملكات تولّين قيادة الجيوش وحكم البلاد بمفردهنّ، لنتعرّف معًا على بعض من حكّام "مروي" الكثيرين.

يستند الكثير من معلوماتنا عن مدينة "مروي" إلى المخطوطات القديمة من الحضارات المصرية والرومانية واليونانية، وهي كتابات متحيّزة وقد لا تكون دقيقة. يعود السبب في ذلك إلى عدم تمكّن المؤرّخين من إتقان اللغة المروية بالكامل حتى الآن. فقد كُتبَت اللغة المرويّة بشكلين من الرموز، أحدهما على هيئة أحرف متصلة والآخر مأخوذ عن الكتابة الهيروغريفية المصرية. يتم اليوم بذل جهود متواصلة لفك رموز اللغة المروية بالكامل. ونأمل أن نتمكّن يومًا ما من كشف أسرار هذه الحضارة القديمة وسرد قصتها بلسان أهلها القدامى.

تتخذ رموز هذه اللغة أشكالاً كالطيور وحبات القمح والأشخاص، إلا أنّ معانيها غير واضحة.
الكتابة الهيروغليفية
إنّ نظام الكتابة المروية بالأحرف المتصلة يقدّم نصوصًا انسيابية، تشبه الكتابة الحديثة بخط اليد.
الأحرف المتصلة

تعرَّف على الحضارة الكوشية القديمة واستكشِف مقابرها الملكية من خلال تقنية "التجوّل الافتراضي".

هرم الملك "كالكا كالتالي" المدفون جزئيًا بسبب الكثبان الرملية المتحركة

هرم الملكة "أماني تور" المميّز، والذي يطلق عليه اسم "المصطبة" بسبب تصميمه ذي السطح المستوي

معبد القرابين الخاص بالملك "أديقتالي" والمعروف بجدرانه التي تحمل صورة لشخصَين يحملان سيفَين

الإسهامات

اكتشف المزيد عن مروي وعن المواقع الأخرى في السودان التي هي ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي – جبل البركل ومواقع المنطقة النوبية والمحمية البحرية القومية لسنجانب

بالشراكة مع

تم تنفيذ هذا المشروع بدعم من اليونسكو السودان والمستشارَين المتخصّصَين في علوم التاريخ وتقصّي الحقائق: الدكتورة شادية طه والدكتور خالد الجوادي.
المراجع
  • Bonnet, C., 2019. The Black Kingdom of the Nile (Vol. 1000). Nathan I. Huggins Lectures.
  • Kendall, T., 2007. Egypt and Nubia. Routledge.
  • Welsby, D.A., 2001. Kendall, T., Kerma and the Kingdom of Kush, 2500–150 BC: The Archaeological Discovery of an Ancient Nubian Empire. Washington DC: National Museum of African Art, Smithsonian Institution, 1997, 6. Africa, 71(2), pp.316-317.
  • Taha, S., 2020, What did the Kushite Empire do for Ancient Egypt? 25 September. Available at https://www.youtube.com/watch?v=D8a0w_ZbP2Y (Accessed: 15 September 2021).
  • Taha, S., 2020, Did the Invasion of the Kingdom of Meroe Take Place? 30 October. Available at https://www.youtube.com/watch?v=7jGh9iKFcOc (Accessed: 15 September 2021).
  • Taha, S., 2021, The Power of Kerma: Exposing Facts Erased by Ancient Egyptians: Part 1. 14 February. Available at https://www.youtube.com/watch?v=aV0CZI-Y3_c (Accessed: 15 September 2021).
  • Taha, S., 2021, The Power of Kerma: Exposing Facts Erased by Ancient Egyptians: Part 2. 14 February. Available at https://www.youtube.com/watch?v=vmfFpCdrNTs (Accessed: 15 September 2021).
  • Taha, S., 2021, Queens and High Priestess: Women in Ancient Kush: Part 1. 14 September. Available at https://www.youtube.com/watch?v=WiLNUYC-g4k (Accessed: 15 September 2021).
  • Taha, S., 2021, Queens and High Priestess: Women in Ancient Kush: Part 2. 14 September. Available at https://www.youtube.com/watch?v=_16tSlJxIio (Accessed: 15 September 2021).
  • Fluehr-Lobban, C., 1998, August. Nubian Queens in the Nile Valley and Afro-Asiatic Cultural History. In Ninth International Conference for Nubian Studies.
  • Williams, L. and Finch, C.S., 1984. The Great Queens of Ethiopia. Black Women in Antiquity, pp.12-35.
  • Welsby, D. A., 1996. The Kingdom of Kush: The Napatan and Meroitic Empires. Princeton, NJ: Markus Wiener Publishers, 1996.
  • Török, L., 2018. Nubians Move From the Margins to the Center of Their History. From the Fjords to the Nile: Essays in honour of Richard Holton Pierce on his 80th birthday. Oxford: Archaeopress Archaeology, pp.1-18.
  • Török, L., 1997. The Kingdom of Kush: Handbook of the Napatan-Meroitic Civilization. Brill.
  • Adams, W.Y., 1994. Castle-Houses of Late Medieval Nubia. Archéologie du Nil Moyen, 6, pp.11-46.
  • Griffith, S., 2015. Offerings to the god Osiris found hidden beneath ancient Sudanese pyramids: 2,000-year-old structures marked Kushite graves. Daily Mail Online, Science and Technology, 15th September. Available at https://www.dailymail.co.uk/sciencetech/article-3239899/Pyramids-discovered-ancient-Sudanese-cemetery-2-000-year-old-structures-built-dead-hid-offerings-god-Osiris.html (Accessed: 15 September 2021).
  • Owen, J., 2013. 35 Ancient Pyramids Discovered in Sudan Necropolis. LiveScience, 6 February. Available at https://www.livescience.com/26903-35-ancient-pyramids-sudan.html (Accessed: 15 September 2021).
  • Owen, J., 2013. In Photos: Beautiful Pyramids of Sudan. LiveScience, 6 February. Available at https://www.livescience.com/26900-ancient-pyramids-sudan.html (Accessed: 15 September 2021).
  • Owen, J., 2015. 16 Pyramids Discovered in Ancient Cemetery. LiveScience, 16 September. Available at https://www.livescience.com/52186-16-pyramids-discovered-ancient-cemetery.html (Accessed: 15 September 2021).
  • Dr Salah Mohamed Ahmed (Pers Comm) August 2021. Former Director of Sudan Corporation for Antiquities and Museums (NCAM), Director of the Qatar Archaeological Project in Sudan.
  • Hinkel, F. W., 1992. Preservation and Restoration of Monuments. Causes of Deterioration and Measures for Protection, in C. Bonnet (ed.), Études Nubiennes I. Actes du VIIe congrès international d’études Nubiennes, 3-8 Septembre 1990. Genève, pp.147-185.
  • Hinkel, F. W., 2000. The Royal Pyramids of Meroe. Architecture, Construction and Reconstruction of a Sacred Landscape, Sudan & Nubia, 4, pp.11-26.
  • Wolf, P., Riedel, A., Bashir, M.S., Yellin, J.W., Hadlof, J. and Büchner, S., 2018. The Qatari Mission for the Pyramids of Sudan: Fieldwork at the Meroe Royal Cemeteries: a Progress Report. Sudan and Nubia, 22, pp.3-28.
  • Wolf, P., Riedel, A., Bashir, M.S., Yellin, J.W., Hadlof, J. and Büchner, S., 2014. The Qatari Mission for the Pyramids of Sudan. – Fieldwork at the Meroe Royal Cemeteries – A Progress report. Bashir, M.S. and DAI, A.R., Kirwan Memorial Lecture.
  • Vincent, F., 2012. Preparing for the Afterlife in the Provinces of Meroe. Sudan & Nubia, 16, pp.p-52.
  • Bonnet, C., 2020. The Cities of Kerma and Pnubs-Dokki Gel. The Oxford Handbook of Ancient Nubia, p.201.
  • Bonnet, C., 1992. Excavations at the Nubian Royal Town of Kerma: 1975–91. Antiquity, 66(252), pp.611-625.
  • Taha, S., ‘Frankincense: Traditions Rooted in the Sudanese DNA’ in proceedings of the Red Sea VIII International Conference on the Peoples of the Sea Region and their Environment, held at: The Polish Centre for Mediterranean Archaeology, University of Warsaw, 4-9 July 2017.
  • Haaland, R., 2014. The Meroitic Empire: Trade and Cultural Influences in an Indian Ocean Context. African Archaeological Review, 31(4), pp.649-673.
  • Bashier, N.H., 2014. The Ancient Trade Routes of the Meroitic Kingdom with the Countries of the Mediterranean. RUDN Journal of World History, (1), pp.92-99.
  • Davis, S.L., Roberts, C. and Batkin-Hall, J., 2018. A Comprehensive Approach to Conservation of Ancient Graffiti at El Kurru, Sudan. Journal of the American Institute for Conservation, 57(1-2), pp.1-18.
  • Helmbold-Doyé, J., 2019. Tomb Architecture and Burial Custom of the Elite During the Meroitic Phase in the Kingdom of Kush. In Handbook of Ancient Nubia (pp. 783-810). De Gruyter.
  • Rilly, C. and de Voogt, A., 2012. The Meroitic Language and Writing System. Cambridge University Press.
  • Adams, W.Y., 1994 - ‘Big Mama at Meroë: Fact and Fancy in the Candace Tradition.’ Paper presented at the Third International Conference of the Sudan Studies Association, Boston.
  • Fluehr-Lobban, C., 1998. Nubian Queens in the Nile Valley and Afro-Asiatic Cultural History. Boston: Museum of Fine Arts.
  • Carney, E.D. and Müller, S. eds., 2020. The Routledge Companion to Women and Monarchy in the Ancient Mediterranean World. Routledge.
  • Lobban Jr, R.A., 2021. Historical Dictionary of Ancient Nubia. Rowman & Littlefield Publishers.
  • Matić, U., 2014. Headhunting on the Roman Frontier: (Dis)respect, Mockery, Magic and the Head of Augustus from Meroe. The Edges of the Roman World, pp.117-134.
  • Lohwasser, A., 2020. The Role and Status of Royal Women in Kush. In The Routledge Companion to Women and Monarchy in the Ancient Mediterranean World (pp. 61-72). Routledge.
  • Hakem, A.A., 1981. The Civilization of Napata and Meroe. General History of Africa II, p.298.
  • Trigger, B.G. and Heyler, A., 1970. The Meroitic Funerary Inscriptions from Arminna West. Publications of the Pennsylvania-Yale Expedition to Egypt.
  • Griffith, F.L., 1917. Meroitic Studies IV. The Journal of Egyptian Archaeology, 4(1), pp.159-173.
  • Griffith, F.L., 1916. Meroitic Studies. The Journal of Egyptian Archaeology, 3(1), pp.111-124.
  • Haycock, B.G., 1972. Landmarks in Cushite History. The Journal of Egyptian Archaeology, 58(1), pp.225-244.
  • Haycock, B.G., 1967. The Later Phases of Meroitic Civilization. The Journal of Egyptian Archaeology, 53(1), pp.107-120.
  • Baldi, M., 2015. Isis in Kush, a Nubian Soul for an Egyptian Goddess. Journal of Intercultural and Interdisciplinary Archaeology, (02), pp.97-121.
  • Winters, C., 2005. Meroitic religion. Arkamani Sudan Electronic Journal of Archaeology and Anthropology.
  • Ahmed Hussein Abdelrahman Adam (Pers Comm) August 2021. Associate Professor, University of Khartoum, Department of Archaeology.
  • Wenig, S., 1975. ‘Meroe, Geschichte des Reiches’, „Kunst’, „Schrift und Sprache’, in Lexikon der Ägyptologie, 4, pp.98-107.
  • Wenig, S., 1975. ‘Ergemenes’, in Lexikon der Ägyptologie, 1, p.1266.
  • Wenig, S., 1975. ‘Amanishakhete’, in Lexikon der Ägyptologie, 4, pp.170-171.
  • Wenig, S., 1967. Mitteilungen des Instituts für Orientforschungen, 13.
  • Lohwasser, A., 2013. Die meroitische Periode des Reiches von Kusch, in Wenig, S. and Zibelius-Cheen, K., Die Kulturen Nubiens – ein afrikanisches Vermächtnis, Dettelbach, pp.227-244.
  • Chapman, S. and Dunham, D., 1952. Decorated Chapels of the Meroitic Pyramids at Meroe and Barkal. The Royal Cemeteries of Kush (RCK), 1-3, Boston.
  • Dunham, D., 1957. Royal Cemeteries of Kush: Royal Tombs of Meroe and Barkal. Museum of Fine Arts, Boston.
  • Dunham, D., 1963. The West and South Cemeteries at Meroe. Museum of Fine Arts, Boston.
  • Porter, B. and Moss, R.L.B., 1952. Topographical Bibliography of Ancient Egyptian Hieroglyphics Texts, Reliefs and Paintings, VI. Nubia, The Deserts, and Outside Egypt. Meroe Pyramids, pp. 241-260. References for Scenes from the Pyramid of Ergemenes: p. 257.
  • Lepsius, R., 1849. Denkmäler aus Ägypten und Äthiopien. Nicolaische Buchhandlung, Berlin, Edition des Belles Lettres, Geneve 1972–1973, 12.

مقدّمة أهرام "مروي"

الفصل الأول المملكة الكوشية

الفصل الثاني أهرام النوبة

الفصل الثالث الملوك والملكات

الفصل الرابع اللغة المروية

الإسهامات

/

ما هي الأواني الكانوبية؟

تضمّنت عملية التحنيط إزالة رئتَي المتوفى وكبده وأمعائه ومعدته والاحتفاظ بها في أربعة أوانٍ منفصلة مُحكمة الغلق، هي الأواني الكانوبية. وصُمّمت هذه الأواني على شكل أبناء "حورس" الأربعة لحراسة الأحشاء بداخلها.

تولّى الحكم من 270 إلى 260 قبل الميلاد.

بدأ الملك "أسبالتا" نقل العاصمة الكوشية من مدينة "نبتة" إلى "مروي" بشكلٍ تدريجي قبل 320 عامًا من تولّي الملك "أركماني" الحكم، ولكن من المرجَّح أن يكون الملك "أركماني" هو من عزّز مكانة مدينة "مروي" كمركز للحضارة الكوشية عندما أصبح أوّل ملك يُدفن فيها.

هرم محاط بدائرة في أسفل يسار خريطة عتيقة لمدينة "مروي"
يقع هرم الملك "أركماني الأول" في المقبرة الجنوبية Voyage a Meroe, Cailliaud, 1826-1827

يُقال أنّ تقليدًا بدأ في مدينة "نبتة" كان وراء إعطاء كبار كهنة "آمون" سُلطة على الملك. كان بإمكانهم في أي وقت أن يأمروا الملك بالتنازل عن عرشه وقتل نفسه، كما لو كان الأمر صادرًا من "آمون" نفسه. تغيّرت الأحوال في عهد الملك "أركماني" (أو "إرجامينيس" كما كان يُسمى في الحضارة اليونانية)، حيث كانت لديه خطط أخرى غيّرت مكانة الكهنة في عهده. فقد كتب عنه المؤرخ اليوناني القديم "ديودورس":

"كان "إرجامينيس"، ملك الإثيوبيين* الذي تلقّى تعليمًا في الفلسفة اليونانية، أوّل من تجرّأ على ازدراء أوامر الكهنة. وبعزيمة خوّلته أن يكون ملكًا، جاء "أركماني" بقوة مسلّحة واقتحم المكان المقدّس حيث كان معبد الإثيوبيين* الذهبي وذبح جميع الكهنة، ثم ألغى ذلك التقليد وفرَض ممارسات جديدة تناسبه". 

ما مِن دليل يؤكّد صحّة ما سجّله "ديودوروس" أو ما إذا كان الملك "أركماني" قد تلقّى تعاليم الفلسفة اليونانية. من المُحتمل أن يكون "ديودوروس" قد حبك هذه القصة لإثارة مشاعر جمهوره الغربي. ما نعلمه يقينًا هو أنّ الكهنة تمتعوا بنفوذ قوي في تلك الفترة، إلا أن كتابات الرحّالة القُدامى عن "مروي" في ذلك الوقت لم تتضمّن أي إشارة إلى ذلك الحدث المهم الذي ما كان ليتم تجاهله في التاريخ الكوشي إن كان حقيقيًا.

لن نتمكّن من اكتشاف الحقيقة إلا إذا نجحنا في فك رموز اللغة المروية؛ تلك اللغة التي كان للملك "أركماني" يد في وضعها.

يُعدّ ظهور هذه اللغة خير مثال على دور "أركماني" في الحد من تأثير الثقافة المصرية على مدينة "مروي". فهو شجّع شعبه على تبنّي هويّتهم الخاصة في الفنون والسياسة والطقوس الدينية والعمارة، وكان هرمه أوّل هرمٍ يُشيَّد على الطراز النوبي.

* تم استخدام كلمة "الإثيوبيين" هنا لأنّها كلمة يونانية قديمة تعني "النوبيين".

تولى الحكم من 221 إلى 204 قبل الميلاد.

من المرجح أنّه تمت تسمية الملك "أركماني الثاني" (يُشار إليه أحيانًا باسم "أرقماني" أو "إرجامينيس الثاني") تيمنًا باسم الحاكم السابق. لا تزال العلاقة بينهما غير مؤكّدة، لأنّنا لا نملك صورة كاملة لشجرة العائلة الملكية الكوشية وترتيب الخلافة فيها.

"أركماني الثاني" واقفٌ وإلى جانبيه إلاهَان يضعان تاجًا على رأسه.
يقع هرم الملك "أركماني الثاني" في المقبرة الشمالية. Voyage a Meroe, Cailliaud, 1826-1827

قد يتشابه الملكان في الاسم ولكنّهما يختلفان كل الاختلاف في جميع الأمور الأخرى. فقد سعى الملك "أركماني الثاني" إلى إعادة دمج الثقافة المصرية مع الحضارة الكوشية، على خلاف الملك "أركماني الأول" الذي أراد بناء هوية كوشية منفردة. 

يظهر ذلك بشكل واضح في ملامح العمارة خلال فترة حكمه، حيث مزجت التصاميم المعمارية بين الثقافتين الكوشية والمصرية، وهو كان الأسلوب الأكثر رواجًا في الفترة التي سبقت عهد "أركماني الأول". يتضح هذا الأسلوب المعماري أيضًا في تصميم هرم الملك "أركماني الثاني" الذي كان مستوحى بشكل كبير من الطراز المصري.

تشمل الأمثلة الأخرى الآثار والمعابد التي بناها هذا الملك في النوبة بالقرب من أراضي المصريين القدماء. ويتبيّن من النقوش المحفورة على جدرانها أنّه ساهم في بناء المعابد في "فيلة" و"كلابشة". يتبيّن أيضًا أنّه بنى معبد الدكة بالتعاون مع الفرعون بطليموس الرابع ملك مصر.

على الرغم من أنّ هذه المعابد تقع حاليًا داخل الحدود المصرية الحديثة، فهي لا تزال تُعرف حتى الآن باسم "المعابد النوبية" لأنّها بُنيت على الطراز المفضّل للشعب النوبي الذي عاش على هذه الأراضي لفترة من الزمن.

تولّت الحكم من العام 10 قبل الميلاد إلى العام الأول الميلادي

عُرِفت الملكة "أماني شاخيتي" كمحاربة عظيمة قادت جيوشها وهي تحمل قوسًا وسهامًا، ولا يزال مظهرها المهيب راسخًا على جدران معبد القرابين الخاص بها. كان يُنظر إليها في الثقافة الكوشية كرمز للسلطة والجمال والثروة.

رسم توضيحي قديم من القرن التاسع عشر يصوّر هرمًا كبيرًا لا تزال بنيته سليمة.
هرم "أماني شاخيتي" قبل تدميره Voyage a Meroe, Cailliaud, 1826-1827

كانت "أماني شاخيتي" واحدة من عدة ملكات حصلن على ألقاب مرّوية، مثل "قور" و"كنداكة". تعني كلمة "قور" الحاكمة أو الملكة، وكان هذا اللقب يطلق أيضًا على الحكّام الذكور. أمّا لقب "كنداكة"، فيشير إلى الملكات الحاكمات أو غيرهن من نساء العائلة الملكية. ويعني منحها كلا اللقبين أنّها حكمت مملكتها بصورةٍ مستقلّة.

ورد اسم "أماني شاخيتي" في العديد من المعالم الأثرية في أرجاء مملكتها السابقة. وأشارت بعض الكتابات المصرية القديمة إلى علاقاتها الوطيدة بروما وأنها أرسلت سفيرًا إليها.

لم يُعرف عن حياتها إلّا القليل، إلى جانب مجموعة المجوهرات المزخرفة التي دُفنت معها والتي سرقها صائد الكنوز "جوزيبي فيرليني" في عام 1834 ودمّر هرمها والعديد من الأهرام الأخرى في مدينة "مروي" للحصول على ذلك الكنز.

تولّت الحكم من العام الأول الميلادي إلى العام 25 بعد الميلاد

تولّت الحكم بعد والدتها "أماني شاخيتي" وتميّز عصرها بالأعمال الإنشائية العظيمة. إنّ الكم الهائل من الصروح المعمارية التي تم تشييدها خلال فترة حكمها، إلى جانب ترميم معبد "آمون" الكبير في مدينة "مروي"، يدلّ على ازدهار تلك الفترة من الحضارة الكوشية.

يتميّز هرمها بتصميمه الفريد وجوانبه المدرّجة، على عكس أهرام تلك الفترة التي اتسمت بجوانبها الملساء والشديدة الانحدار.
يُعرف هرم "أماني تور" باسم "المصطبة" بسبب التصميم ذي السطح المستوي. Voyage a Meroe, Cailliaud, 1826-1827

يبدو أن الملكة "أماني تور" قد شاركت الحكم مع زوجها الملك "نتكاماني" حيث يرد ذكرهما معًا في معظم إنجازات تلك الفترة. ويُقال إنّ "نتكاماني" قد لقي حتفه في إحدى المعارك فتولّت "أماني تور" الحكم بعده لوحدها. ويُعتَقَد أيضًا أنّها قد تكون "كانديس* ملكة الإثيوبيين**" التي ورد ذكرها في الكتاب المقدس.

عُرِف حكمهما معًا كإحدى الفترات الأكثر ازدهارًا في الحضارة الكوشية. فقد تم تشييد العديد من الصروح المعمارية وترميم المعابد المدمَّرة. وتم أيضًا حفر قنوات مائية متطوّرة لمساعدة المزارعين في زيادة إنتاجيتهم. وازدهر النشاط التجاري وتم إنشاء شبكة طرق تجارية جديدة لربط مدينة "مروي" بالحضارات العربية القديمة في الشرق، وهو ما كشفت عنه القطع الأثرية التي تم العثور عليها في مقابر تلك الفترة.

تم تصوير العديد من ملكات "مروي" في هيئة محاربات باسلات تولّين قيادة جيوشهن في المعارك. وفي أحد معابد الإله "أباداماك"، وهو إله محارب بوجه أسد، تظهر الملكة "أماني تور" وهي تحمل سيفها عاليًا وتهزم أعداءها.

* "كانديس" هي النسخة اللاتينية من كلمة "الكنداكة"، وهو لقب باللغة المرويّة يشير إلى الملكة الحاكمة أو أي من نساء العائلة الملكية، إلا أنّه قد تم تفسيره بطريقة خاطئة في الكتاب المقدّس على أنّه اسم الملكة. ** تم استخدام كلمة "الإثيوبيين" هنا لأنّها كلمة يونانية قديمة تعني "النوبيين"